الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

الفرض التّأليفيّ 3: مقال وتحليل (المعرّي، المسعدي، سعد الله ونّوس): 2007-2008

  
أستاذة العربيّة
الفرض التّأليفيّ3: مقال وتحليل أدبيّ
معهد نهج صيّادة
فوزيّة الشّطّي
 2007  20084 آداب
الورديّة

اِخترْ أحدَ هذه المواضيعِ الثّلاثة:
-       الموضوع 1:
«لَقَدْ تَجَاوزَ ابْنُ القَارِحِ كَوْنَهُ بَطَلَ الرِّحْلَةِ الـخَيَالِيَّةِ فِي جَنَّةِ أَبِي العَلاَءِ. إِذِ ارْتَقَى إِلَى دَرَجَةِ الرَّمْزِ القَصَصِيِّ».
تَوسَّعْ فِي تَحْلِيلِ هَذَا الرَّأْيِ مُعْتَمِدًا مَا دَرَسْتَ مِنْ 'رِسَالَةُ الغُفْرَانِ'.
-      الموضوع 2:
«لَمْ تَكُنِ التَّجَارِبُ الوُجُودِيَّةُ الَّتِي خَاضَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَمَلاً فَرْدِيًّا مَعْزُولاً. إِنَّـمَا هِيَ تَجْسِيدٌ لِلْإِنْسَانِ الَّذِي يُلاَحِقُ سَعَادَةَ النَّفْسِ عَبْرَ تَارِيخِهِ الطَّوِيلِ الْمُتَعَثِّرِ».
حَلِّلْ هَذَا القَوْلَ مُعْتَمِدًا مَا دَرَسْتَ مِنْ رِوَايَةِ 'حَدَّثَ أَبُو هُريْرَةَ قَالَ...'. ثُمّ أَبْدِ رَأْيَكَ فِيهِ.
-      الموضوع 3:
حَلِّلِ النَّصَّ الْمُوالِيَ تَحْلِيلاً أَدَبِيًّا مُسْتَرْسِلاً مُسْتَعِينًا بِالأَسْئِلَةِ الْمُصَاحِبَةِ:
النّـصّ:
(يَرْكَعُ جَابِرٌ بِـحَرَكَةٍ بَطِيئَةٍ وَوَجْهُهُ إِلَى الجُمْهُورِ بِحَيْثُ تَبْدُو وَاضِحَةً كُلُّ الاِنْفِعَالاَتِ الَّتِي يُـمْكِنُ أَنْ تَعْبُرَهُ. يَأْتِي الوَزِيرُ بِكُرْسِيٍّ مُنْخَفِضٍ، وَيَـجْلِسُ خَلْفَ جَابِرٍ وَاضِعًا الدَّوَاةَ قُرْبَهُ. يَـمْسَحُ مَرَّةً أُخْرَى عَلَى الرَّأْسِ الَّذِي يَلْمَعُ تَحْتَ الأَضْوَاءِ. ثُمَّ يَغُطُّ رِيشَتَهُ بِالدَّوَاةِ، وَيَبْدَأُ فِي الكِتَابَةِ. عِنْدَمَا يَضَعُ الرِّيشَةَ عَلَى رَأْسِ جَابِرٍ تَتَقَلَّصُ مَلاَمِـحُهُ تَحْتَ تَأْثِيرِ الوَخْزَةِ. لَكِنَّهُ يَتَحَمَّلُ، وَتَخْفُقُ عَيْنَاهُ).
جَابرٌ(وَوَجْهُهُ يَتَقَلَّصُ) آه. لَيْتَ مَوْلاَيَ يَخْتَارُ مِنَ الكَلِمَاتِ أَلْيَنَهَا وَأَكْثَرَهَا إِيجَازًا.
الوَزيرُ: لاَ تَخَفْ، سَأُوجِزُ الكَلاَمَ مَا اسْتَطَعْتُ.
(مِنْ حِينٍ لِـحِينٍ يَتَوَقَّفُ الوَزِيرُ لَحْظَةً، يُفَكِّرُ فِيهَا بَاحِثًا عَنْ كَلِمَةٍ. ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الكِتَابَةِ).
جَابرٌ(مُتَقَلِّصًا مِنَ الأَلَمِ) هَذِهِ الكَلِمَةُ أُحِسُّهَا تَنْغَرِزُ فِي دِمَاغِي. لَيْتَ مَوْلاَيَ يَجِدُ كَلِمَةً أُخْرَى.
الوَزيرُ: اِنْتَهَيْتُ تَقْرِيبًا.
(يُنْهِي جُـمْلَتَهُ الَّتِي كَانَ يَكْتُبُهَا.. يَضَعُ الرِّيشَةَ، وَيُغْلِقُ الدَّوَاةَ. لَكِنَّهُ يَتَوَقَّفُ فَجْأَةً، وَيسْهَمُ مُفَكِّرًا).
جَابرٌ: بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مَوْلاَيَ مِنْ كِتَابَةِ رِسَالَتِهِ، هَلْ يَسْمَحُ لِي بِالنُّهُوضِ؟
الوَزيرُ(سَاهِـمًا) لاَ.. لاَ.. اِنْتَظِرْ قَلِيلاً.
(ثُمَّ يَنْهَضُ، وَيَذْرَعُ الدِّيوَانَ جِيئَةً وَذَهَابًا. يَتَنَاوَلُ نُشُوقًا، وَيَعْطِسُ).
الحَكواتِي: وَفَكَّرَ الوَزِيرُ. كَانَتْ هُنَاكَ حَاشِيَةٌ نَاقِصَةٌ فِيمَا يَبْدُو. وَتَرَدَّدَ، عَطَسَ وَتَرَدَّدَ. وَبَعْدَ أَنْ اجْتَازَ الدِّيوَانَ مِرَارًا فِي غُدُوٍّ وَرَوَاحٍ اِلْتَمَعَتْ عَيْنَاهُ. وَعَادَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ.
الوَزيرُ: اِنْتَظِرْ.. اِنْتَظِرْ.. جُمْلَةٌ أَخِيرَةٌ، وَنَنْتَهِي.
(يَكْتُبُ الوَزِيرُ جُمْلَةً جَدِيدَةً، وَيَنْقَبِضُ وَجْهُ جَابِرٍ بِالأَلَمِ).
الوَزيرُ(يُرَبِّتُ عَلَى كَتِفِهِ بِابْتِسَامَةٍ) وَالآنَ.. تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْهَضَ.

سعد اللّه وَنّوس، مُغَامَرَةُ رَأْسِ المَمْلُوكِ جَابِرٍ، دار الآداب، ط 7، 2007، بيروت، لبنان، صص 115- 116
الأسئلة:
- مَا وَظِيفَةُ الإِشَارَاتِ الرّكْحِيّةِ في هذا النَّصِّ؟
- مَا هِيَ خَصَائِصُ الحِوَارِ الثُّنَائِيِّ بَيْنَ جَابِرٍ والوَزيرِ؟
- كَيْفَ بَدَتْ عَلاَقةُ السَّاسَةِ بِالرَّعِيَّةِ؟ مَا السِّرُّ في ذلكَ؟
- أيْنَ يَتَجَلَّى مَسْرَحُ التَّسْيِيسِ فِي هذا النَّصِّ؟
- مَا مَـحَلُّ هذا النَّصِّ مِنَ الـمَسْرِحيَّةِ كَكُلٍّ؟
عمـَـــــــــــــلا مُـــــــــــوفّـقا

صورةٌ ضوئيّة قابلة للتّحميل


هناك تعليق واحد:

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

لا توجد في العالم كلّه "لغةٌ عاجزة" عن أداء المعنى. إنّما يوجد متكلّمون قاصرون أو عاجزون عن أداء المعاني بلغات معيّنة. وهكذا حالُ الكثير من أبناء الفصحى: يُسقطون عجزَهم على اللّغة ليَعيبُوها بما هو فيهم لا فيها. يتّخذون اتّهامَ اللّغة "قرينةَ براءة" لأنفسهم. وبئسَ البراءةُ تلك.