السبت، 20 أبريل 2013

شرح نصّ: (الكريمُ الحرّ ليسَ له عمرُ)، أبو تمّام، 2007-2008

أستاذة العربـيّة
شرح نصّ: 'الكريمُ الحرّ ليس له عمرُ'
أبو تمّام، محورُ الحماسة، 4 آداب
معهد 'نهج صيّادة'
فوزيّة الشّـطّي
الورديّة2007- 2008
     الموضوع: يُؤبّن أبو تمّام محمّدا الطّوسيّ مُعدّدا خصالَه الحربيّة والأخلاقيّة.
الأقسام:
1. البداية ب2: إعلانُ الفاجعة.
2. ب3 ب17: تعديدُ المرثيّ.
3. البقيّة: الدّعاءُ للميْت.
الألفاظ:
- يَفْدَحْ: فعل ثلاثيّ مجرّد (يَفْعَلْ) جذرُه (ف.د.ح): يَثْقُلْ، يَصْعُبْ، يَعْظُمْ (سلبا).
- فَوْتٌ: مصدر (فَعْلٌ) فعلُه (فَاتَ): نَجَاةٌ، خَلاصٌ.
- حِمًى: اِسمٌ مشتقّ (فِعْلٌ) جذرُه (ح.م.ي): حَامٍ، مُدافِعٌ.
الشّـرح:
1. إعلانُ الفاجعة:
- صوّر الشّاعرُ موتَ الطّوسيّ حدثا عظيما كريها وفاجعةً عامّة تستدعي البكاءَ الجماعيّ المرّ.
- شُخِّصت الآمالُ لكوْنها كنايةً عن الميْت الّذي كان يُجسّدُ الأملَ في النّصر والأمان وحفظ العِرض.
في تضخيم الفاجعة تعظيمٌ للميتِ وتهويلٌ للفقْد.
2. تعديدُ المرثيّ:
- أُسنِدتْ للميْت صفةُ الفتوّة، وهي صفةٌ مدحيّة وفخريّة ورثائيّة احتفى بها الشّعرُ العربيّ منذ الجاهليّة لكونِها جِماعَ خصال الجود والشّجاعة والعِفّة والحِلْم...
- اِعتبر الرّاثي موتَ الطّوسيّ في ساحة الوغى مُدافعا عن صحبِه نصرا أخلاقيّا حقيقيّا حتّى وإن كان هزيمةً حربيّة قاسية.
- اِستحضر أبو تمّام رفْضَ المرثيّ النّجاةَ بنفسه وسعيَه إلى نُصرة رفاقه المحاصَرين رغم يقينِه بأنّ الموتَ مُدرِكُه لا محالةَ. فالخشيةُ من سوء الذّكر وعار الهرب دفعتِ المرثيَّ إلى الإقدام على موتٍ محقّق شنيع. وكذا يكون الفارسُ والقائدُ العسكريّ. 
- يُقرّ الرّاثي بأنّ مرثِـيَّه انتهى شهيدا خَلِيدا في الجنّة دفاعا عن الدّين و"الأمّة" وانتصارا لأخلاق الحرب.
- لأنّ المرثيَّ كان مقاتلا فارسا، فقد انتهتْ بموته المعاركُ الحقُّ.
- بُرّئ القتيلُ من المسؤوليّة على هزيمة جيشه، وأُسنِدت هذه الهزيمةُ النّكراءُ إسنادا مجازيّا إلى الحربِ باعتبارها حدثا وإلى الخيل والسّيف باعتبارهما أداتَيْ ذاك الحدث.
3. الدّعاءُ للميْت:
- دعا أبو تمّام لمرثيّه بالسّقي في لحده الموحش.
- يرى الشّاعرُ أنّ ما نال الطّوسيّ من موت شريف وما تحلّى به من كريمِ الخلُق يجعله من صنف الخالدين في التّاريخ ذِكرا وشعرا.
التّقـويم:
- يؤدّي التّرديدُ وظيفةً دلاليّة، فيؤكّد الصّفةَ أو الحدثَ. ويؤدّي أيضا وظيفةً إيقاعيّة، فيساهم في تقوية الإيقاع العروضيّ الخارجيّ بتنويع الإيقاع الدّاخليّ. وفي المرثيّات يخدمُ التّرديدُ، إضافةً إلى ما سبق، معانيَ التّفجّع والنّدْب واستدرار الدّمع...
- وظّف الرّاثي المعجمَ الدّينيّ ليشبّهَ تشبيها مباشرا عارَ الهرب بالكفر وليشبّهَ تشبيها ضمنيّا الثّباتَ في حرب خاسرة بالإيمان. بذا أضفى على السّلوك الحربيّ لفقيده ضربا من القداسة.
- تمثّلتِ الحماسةُ هنا في الجرأة على القتال وفي نَجدة الإخوان المأزومين وفي الصّبر على آلام الموت وفي طلب الشّهادة طلبا قصديّا واعيا.
- الدّعاءُ بالسّقي للميْت تقليدٌ شعريّ عربيّ قديمٌ، قد يكون لقسوة المناخ الصّحراويّ الجافّ دورٌ في جعلِه لازمةً في المراثي. كأنّما ندعُو للفقيد بأنْ يرتويَ من عذْبِ المياه تعويضا له عن جفافِ الحياة الدّنيا وحرِّها الحارِق.