الاثنين، 3 مارس 2014

تعريف الشّاعر: (أبي تمّام)، محور 1: (شعر الحماسة)، 2007-2008



أستاذة العربيّة
 درس شرح: تعريف أبي تمّام
معهد نهج صيّادة
فوزيّة الشّطّي
  4آداب
2007- 2008 

تعريفُ الشّاعر العبّاسيّ أبي تمّام
من «موسوعة أمراء الشّعر العربيّ: من العصر الجاهليّ إلى العصر العبّاسيّ» (بتصرّف)
تأليف: د. حسن نور الدّين، بيروت، لبنان
-         أبو تمّام هو حبيبٌ بن أوْس الطّائيّ:
-         وُلد سنةَ 188ه بقرية "جاسم" الواقعة بين دمشق وطبريّة في سوريا. أقام في مصر ثلاثَ سنوات (بين 208 و211ه). ظلّ مشرئبَّ الأنظار إلى بغداد عاصمةِ الدّولة العبّاسيّة ومنتجَع الخلفاء ومجمَع شمْل الشّعراء والمغنّين.
-         كان مُعظمُ ممدُوحِيه من الطّبقة العليا: همْ إمّا خلفاء (المأمون، المعتصم، الواثق) أو وزراء أو قادة عسكريّون.
-         في بغداد كتب أبو تمّام أزهَى القصائد وأجملَها وأكثرَها إثارة للجدل والنّقاش والمحاورة.
-         خلق أبو تمّام عالما من النّقد والصّراع والخلاف حول شعره الّذي سحرَ ألبابَ الخلفاء والوزراء رغم غموضه أحيانا. واُعتُبِر زعيمَ الشّعر وأميرَ الشّعراء. وأقرّ له الجميعُ بتزعُّمِ عرش الشّعر.
-         في أرمينيّة اتّصل أبو تمّام سنةَ 214ه بواليها "خالد بن يزيد بن فريد الشّيبانيّ" الّذي وجّهه المأمونُ إلى هناك لإخضاع الثّائر "محمّد بن عتّاب". لكن عفا المأمونُ عن الأسْرى، وضمّهم إلى جُند أخيه "المعتصم". ثمّ عزل خالدا عن ولاية أرمينيّة ليُعيدَه "الواثقُ" إلى منصبه ذاك سنةَ 230ه. وعندما مات خالدٌ في نفس السّنة رثاه أبو تمّام أعزَّ رِثاء.
-          في أذربيجان كان صاحبُه "أبو سعيد الطّائيّ" ينتصر في الحرب مع "الإفشين" [لقبُ القائد العسكريّ الشّهير "حيدر بن كلوس" الّذي حاكمه الخليفةُ المعتصمُ بتُهم عدّة سنةَ 225ه، وقضى عليه بالموت جُوعا في سجنه] على "بابَك الخُرّميّ" [ثائرٌ قاد تمرّدا ينادي بما يماثل الدّعوات الاشتراكيّةَ في عصرنا، واستطاع أن يسيطر على أجزاء هامّة من أراضي الخلافة شمالا وشرقا]. وظلّ الشّاعرُ يستمدّ شعرَه في ممدوحه "أبي سعيد" من انتصاره أوّلَ مرّة على "معاوية" أحدِ قادة "بابَك" في وقْعة "أرشق" سنةَ 220ه... إلى أن قُبض على "بابَك" سنةَ 222ه واقتِيد إلى بغدادَ حيث أمر الخليفةُ "المعتصمُ" السّيّافَ بقطع يديه ورجليه ثمّ بذبحه وشقّ بطنه. وأنفذَ رأسَه إلى خُراسان، وصَلب جسدَه في سامرّاء.
-         في موقعة "عمّوريّة" [كانت معركةُ عمّوريّة بين الخلافة العبّاسيّة وبين الإمبراطوريّة البيزنطيّة في رمضان من عام 223هـ] بين العرب والرّوم كتب أبو تمّام قصيدتَه البائيّة الجبّارة [مطلعُها: "السّيفُ أصْدقُ إنْباءً من الكُتب ... في حَدّه الحدُّ بين الصّدْق والكذِب"]. وقد فُتحتْ عمّوريّةُ بعد هذه الوقعة.
-         عُرف أبو تمّام بكونه قويَّ الذّاكرة راويةً للقديم من الأشعار والطّريف من الأخبار.
-         أقرّ "أبو القاسم الحسن بن بشر الآمِديّ" [هو شاعر وراوية وعالم باللّغة والأدب والنّقد] بأنّ أبا تمّام قرأ الشّعرَ الجاهليّ والإسلاميّ والمحدَث. ويُروَى أنّه كان في أسفاره يحمل ديوانيْ "أبي نُوّاس" و"مسلم بن الوليد" أينما ذهب. وقد سُئل عنهما، فأجاب: «أمّا الّتي عن يميني فاللاّتُ، وأمّا الّتي عن يساري فالعُزّى. وأنا أعبُدهما منذ عشرين سنة».
-         كان أبو تمّام رائدَ فنّ التّصْنيع في الشّعر العربيّ. أثار حوله عاصفة من النّقد والمجادلة. وقد وقف الشّعراءُ "عليّ بنُ جهْم" و"أبو الشّيص الخزاعي" و"أبو عُبادة البُحتري" وكثيرٌ غيرُهم من أدباء القرن الثّالث للهجرة إلى جانب أبي تمّام يدافعون عن شاعريّته بصلابة. واعترف "ابنُ الرّومي" بأنّه تتلمذ عليه. أمّا "البُحتري" فزعمَ أنّه أخذ معظمَ معانيه منه.
-         تُوفّي أبو تمّام في 231ه، ودُفن بالموصل، وقد بنى عليه "أبو نهشل بن حُميْد الطّوسيّ" قبّة. ورثاه بعضُ الشّعراء من ذوي الشّأن.
-         قيل فيه: «ذهبتْ طيْءٌ بالفخريْن من جُودِ حاتم وشعرِ أبي تمّام حتّى صحّ أن نقول: إنّ جُودَ حاتم على النّاس استردّه أبو تمّام من النّاس... ربحتْ طيءٌ الحسَنيْن من جُودِ البنَان وجُود البيان».
ملاحظة: يُستحسن الاطّلاعُ على هذا الرّابط حول محاكمة المعتصم للإفشين:
http://al-iraqnews.net/new/free-ideas/90019.html

عمـــلا مــوفّــــقا

ليست هناك تعليقات: