عربيّتي 4 آداب: arabyyati 4 lettres
مدوّنة فروض ودروس للسّنة الرّابعة آداب من التّعليم الثّانويّ التّونسيّ.
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الاثنين، 3 فبراير 2020
الاثنين، 3 مارس 2014
شرح النّصّ: (تعريف الشّاعر أبي تمّام)، محور 1: (شعر الحماسة)، 2007-2008
تعريفُ الشّاعر العبّاسيّ أبي تمّام
من «موسوعة أمراء
الشّعر العربيّ: من العصر الجاهليّ إلى العصر
العبّاسيّ» (بتصرّف)
☻تأليف: د. حسن نور الدّين،
بيروت، لبنان☻
-
أبو تمّام هو حبيبٌ بن أوْس الطّائيّ:
-
وُلد سنةَ 188ه بقرية "جاسم" الواقعة بين دمشق وطبريّة في سوريا. أقام في
مصر ثلاثَ سنوات (بين 208 و211ه). ظلّ مشرئبَّ الأنظار إلى بغداد
عاصمةِ الدّولة العبّاسيّة ومنتجَع الخلفاء ومجمَع شمْل الشّعراء والمغنّين.
-
كان مُعظمُ ممدُوحِيه من الطّبقة العليا: همْ إمّا خلفاء (المأمون، المعتصم، الواثق)
أو وزراء أو قادة عسكريّون.
-
في بغداد كتب أبو تمّام أزهَى القصائد وأجملَها وأكثرَها إثارة للجدل
والنّقاش والمحاورة.
-
خلق أبو تمّام عالما من النّقد والصّراع والخلاف حول شعره الّذي سحرَ
ألبابَ الخلفاء والوزراء رغم غموضه أحيانا. واُعتُبِر زعيمَ الشّعر وأميرَ
الشّعراء. وأقرّ له الجميعُ بتزعُّمِ عرش الشّعر.
-
في أرمينيّة اتّصل أبو تمّام سنةَ 214ه بواليها "خالد بن يزيد بن فريد الشّيبانيّ" الّذي وجّهه المأمونُ إلى هناك لإخضاع
الثّائر "محمّد بن عتّاب". لكن عفا المأمونُ عن الأسْرى، وضمّهم إلى
جُند أخيه "المعتصم". ثمّ عزل خالدا عن ولاية أرمينيّة ليُعيدَه "الواثقُ"
إلى منصبه ذاك سنةَ 230ه. وعندما مات خالدٌ في نفس السّنة رثاه أبو تمّام أعزَّ
رِثاء.
-
في أذربيجان كان صاحبُه "أبو سعيد الطّائيّ"
ينتصر في الحرب مع "الإفشين" [لقبُ القائد العسكريّ الشّهير "حيدر
بن كلوس" الّذي حاكمه الخليفةُ المعتصمُ
بتُهم عدّة سنةَ 225ه، وقضى عليه بالموت جُوعا في سجنه] على "بابَك الخُرّميّ" [ثائرٌ قاد تمرّدا ينادي بما يماثل الدّعوات الاشتراكيّةَ في
عصرنا، واستطاع أن يسيطر على أجزاء هامّة من أراضي الخلافة شمالا وشرقا]. وظلّ الشّاعرُ يستمدّ شعرَه في ممدوحه "أبي
سعيد" من انتصاره أوّلَ مرّة على "معاوية"
أحدِ قادة "بابَك" في وقْعة "أرشق" سنةَ 220ه... إلى أن
قُبض على "بابَك" سنةَ 222ه واقتِيد إلى بغدادَ حيث أمر الخليفةُ "المعتصمُ"
السّيّافَ بقطع يديه ورجليه ثمّ بذبحه وشقّ بطنه. وأنفذَ رأسَه إلى خُراسان، وصَلب
جسدَه في سامرّاء.
-
في موقعة "عمّوريّة" [كانت معركةُ عمّوريّة بين الخلافة العبّاسيّة وبين الإمبراطوريّة
البيزنطيّة في رمضان من عام 223هـ] بين العرب والرّوم كتب أبو تمّام قصيدتَه البائيّة
الجبّارة [مطلعُها: "السّيفُ أصْدقُ إنْباءً
من الكُتب ... في حَدّه الحدُّ بين الصّدْق
والكذِب"]. وقد فُتحتْ
عمّوريّةُ بعد هذه الوقعة.
-
عُرف أبو تمّام بكونه قويَّ الذّاكرة راويةً للقديم من الأشعار والطّريف من
الأخبار.
-
أقرّ "أبو القاسم الحسن بن بشر
الآمِديّ" [هو شاعر وراوية وعالم باللّغة والأدب والنّقد] بأنّ أبا تمّام قرأ الشّعرَ الجاهليّ والإسلاميّ والمحدَث. ويُروَى أنّه
كان في أسفاره يحمل ديوانيْ "أبي نُوّاس" و"مسلم
بن الوليد" أينما ذهب. وقد سُئل عنهما،
فأجاب: «أمّا الّتي عن يميني فاللاّتُ، وأمّا
الّتي عن يساري فالعُزّى. وأنا أعبُدهما منذ عشرين سنة».
-
كان أبو تمّام رائدَ فنّ التّصْنيع في الشّعر العربيّ. أثار حوله عاصفة من
النّقد والمجادلة. وقد وقف الشّعراءُ "عليّ
بنُ جهْم" و"أبو
الشّيص الخزاعي" و"أبو عُبادة البُحتري"
وكثيرٌ غيرُهم من أدباء القرن الثّالث للهجرة إلى جانب أبي تمّام يدافعون عن
شاعريّته بصلابة. واعترف "ابنُ الرّومي" بأنّه تتلمذ عليه. أمّا "البُحتري"
فزعمَ أنّه أخذ معظمَ معانيه منه.
-
تُوفّي أبو تمّام في 231ه، ودُفن بالموصل، وقد بنى عليه "أبو نهشل بن حُميْد الطّوسيّ"
قبّة. ورثاه بعضُ الشّعراء من ذوي الشّأن.
-
قيل فيه: «ذهبتْ طيْءٌ بالفخريْن من
جُودِ حاتم وشعرِ أبي تمّام حتّى صحّ أن نقول: إنّ جُودَ حاتم على النّاس استردّه
أبو تمّام من النّاس... ربحتْ طيءٌ الحسَنيْن من جُودِ البنَان وجُود البيان».
ملاحظة: يُستحسن الاطّلاعُ على هذا الرّابط حول محاكمة المعتصم للإفشين:
http://al-iraqnews.net/new/free-ideas/90019.html
☻عمـــلا مــوفّــــقا
☻
الجمعة، 10 مايو 2013
شرح النّصّ: (بحث: تقنيةُ المسرح داخل المسرح)، 2007-2008
تقنيةُ المسرح داخل المسرح
1 - تقنيةُ المسرح داخل
المسرح عند "وليام شكسبير" William Shakespear:
اِعتمد الشّاعرُ
المسرحيُّ الإنجليزيُّ "شكسبير" [1564 – 1616] هذه التّقنيةَ في مسرحيّتِه المأساويّةِ (التّراجيديّة) "هملت"
Hamlt (1) الّتي «يُرجَّح
أنّها عُرِضت لأوّل مرّة عام 1601 وأنْ تكون نُشِرت لأوّل مرّة عام 1603» (2).
2 - تقنيةُ المسرح داخل المسرح عند "لويدجي بيرندلّو"Luigi Pirandello :
لجأ المسرحيُّ الإيطاليّ
"بيرندلّو" [1867 - 1936] إلى هذه التّقنية في
مسرحيّتِه «ستُّ شخصيّاتٍ تبحثُ عن مُؤلِّف» Sei
personaggi in cerca d’autore الّتي بدأ يكتبها في أكتوبر 1920
وعُرِضت على خشبة المسرح للمرّة الأولى يوم 9
ماي 1921 (3).
3 - تقنيةُ المسرح داخل المسرح عند "بيرتولْت برخت" Bertolt Brecht:
حتىّ يكسر الإيهامَ بواقعيّة الأحداث اعتمد المسرحيُّ
الألمانيّ "برخت" [1898 – 1956] هذه التّقنيةَ وغيرَها من التّقنياتِ المرئيّة المختلفة [كعرضِ أشرطة وثائقية] والأسلوبِ التّمثيليّ
غير العاطفيّ [كأنْ يقرأ الممثّلون أدوارَهم قراءةً خالية من التّعبير عن المشاعر] واستعمالِ الممثّلين
للأقنعة... فهو يعتقد أنّ «تعاطُفَ المشاهدين
واندماجَهم في شخصيّاتِ المسرحيّة وأحداثِها يؤدّي إلى عدم فهمِهم رسالةَ المسرحيّة
على الوجهِ الصّحيح» (4).
4 - تقنيةُ المسرح داخل المسرح عند سعد اللّه ونّوس:
جاءتْ مسرحيّةُ «مغامرة
رأس المملوك جابر» للأديب السّوريّ سعد اللّه
ونّوس [1941-1997] تجسيدا لتقنية المسرح
داخل المسرح. إذْ تداخلت قصّتان تشابكتْ أحداثُهما وشخصيّاتُهما وأطرُهما أحيانا
وانفصمتْ أخرى. هما: قصّةُ المملوك جابر بِبغداد في عهد الخليفة "شعبان المنتصر باللّه"
ووزيره "محمّد العبدلي" المنشقّ عنه المستقوي بالعدوّ الفارسيّ،
وقصّةُ الحكواتي وزبائن المقهى الشّعبيّ في عصرنا الحاضر.
خدِمتْ تقنيةُ المسرح
داخلَ المسرح النّقدَ السّياسيّ الّذي بدا هدفا رئيسا عند الكاتب:
- اختار ونّوس من التّاريخ مرحلةً بائسة مُخزِية يستقوي
فيها "الرّاعي"
بالأجنبيّ الغازي المتربِّص بالبلاد. فتدفع الرّعيّةُ ثمنَ خنوعها واستقالتها
التّامة من عالم السّياسة، أيْ تدفع ثمنَ إجرامها في حقّ نفسِها.
- سمحتْ هذه التّقنيةُ بتضمين التّاريخ وإدراجِه في الحاضر
اليوميّ إدراجَ التّداخُلِ والتّجاذُبِ والصّراعِ. فوفّر تضمينُ التّاريخ سِياقا
نقديّا: لا فرقَ إذنْ بين الماضي المُستَعادِ مسرحيّا وبين الحاضر الّذي نكتوي
بِنارِه ونغصُّ بمرارة لُقَمِه ونتجرّعُ سمومه. فذاك يشِي بهذا، وهذا يستعيدُ ذاك
في شكلِ مهزلة بل مأساة.
- فضلُ هذه التّقنية أنّها تُمكّنُ الكاتبَ من استعمال
مصطلحات ذاتِ وجهين: وجهٍ مرجعيّ يسميّ الأشياءَ بأسمائها الّتي كانت تُسمَّى بها،
ووجهٍ رمزيّ نقديّ يسمّي الأشياءَ بالأسماء الّتي هي بها جديرةٌ. فـ "الرّعيّة"
مثلا ليست تُعيِّنُ مجتمع "عصر المماليك" فحسبُ، إنمّا تُدِينُ ما نصطلح اليومَ على
تسميتِه بـ "الشّعب". إنّ شعبَ ونّوس ما زال رعيّةً تسترحمُ
رُعاتِها وتُقبِّل التّرابَ الّذي تدوسُه أقدامُهم وتطأطِئُ لهم الرِّقابَ
الذّليلة. لم يُفارقْ شعبُنا بعدُ منزلةَ الرّعيّة الّتي تسير كالقطيعِ المدرَّب
على خُطى سائِسِها كفِيفةَ البصرِ والبصيرةِ معا. هكذا سار "جابرٌ"
إلى حتفه باسِما طامِعا في الجزاء واثقا من حُسن الختام.
- تتجلّى عقلانيّةُ النّقد السّياسيّ في أنّ الكاتبَ يحاسب
الجميعَ. فالكلُّ مسؤول عن جريمةِ "الخيانة
العظمى" إن قليلا أو كثيرا. إذْ ما كان
الوزيرُ الطّامعُ في نفوذ أوسعَ وأشدَّ "محمّد
العبدلي" لِيخون بلادَه دون أن يرفَّ له
جفنٌ، لو وجد شعبا واعِيا عنيدا يعترضُ سبيلَه ويحاسبُه على ما يقترفُ ويُسقِط عنه
الشّرعيّةَ متى ألفاه غيرَ جدير بها. سلطانُ الأمسِ واليومَ هُوَ هُوَ لأنّ
المحكومَ لم يُغادرْ مرتبةَ الرّعيّة. ولذا يتحمّل نصيبَ الأسد في المسؤوليّة عن
الاجتياح الأجنبيّ المدمِّر.
- كما تحاورَ رُكحا بغداد القديمةِ والمقهى المعاصرِ،
تحاور الزّمنان المظلمان. فكأنّما أحدُهما رَجْعُ صدًى للآخر. وبدا رأسُ المملوك
الانتهازيّ متعدِّدا يحتلّ مواقعَ القيادة من ملايين الجثث، بِقدر ما تجلّى الوزيرُ
الخائنُ نموذجا للحاكمين بأمرهم إلى يومِ النّاس هذا. إنّها مسرحيّة تجسِّد الحكمةَ
القديمة القائلة «كما تكونون يُوَلّى عليْكم» تجسيدا فنّيّا يخترقُ الأزمنةَ.
الهوامش:
1- اِكتفينا بهذه المسرحيّة
لأنّنا لم نستطعْ أنْ نتأكّدَ إنْ كان شكسبير قد استعمل هذه التّقنيةَ في بعض
مسرحيّاته الأخرى أمْ لا.
2- الموسوعة العربية العالميّة، ج 14، مؤسّسة أعمال الموسوعة للنّشر والتّوزيع، ط 2، 1999، الرّياض، المملكة العربيّة السّعوديّة.
3 - Introduzione di: Sei
personaggi in cerca d'autore - Enrico IV, Luigi Pirandello, Oscar
modadori, 2007, Italie.
4- الموسوعة العربيّة
العالميّة، ج 4.
فوزيّـة الشّـطّي ¤ تونس: 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)